يوميات ساخرة عن جنون حياتنا ومفارقاتها

١/٠٩/١٤٢٨

لــــــــــــــــــــــــو


قرأت الخبر الذي وصلني اليوم عن قصة تلك العائلة التي فرقتها دعوى "عدم تكافؤ النسب" واستغربت أن يصدر حكم محكمة التمييز بقبول حكم مدينة تبوك والتفريق بين الزوجين، وسألت نفسي: هل هناك قرآن آخر استند إليه ذلك القاضي في حكمه؟ هل هناك آيات أو أحاديث غير التي تعلمناها ونسمعها دائما عن أنه لافرق لعربي على أعجمي إلا بالتقوى؟ وعن تزويجنا للشخص إذا رضينا خلقه ودينه؟ وعن أهمية صيانة الأسرة باعتبارها أصغر وحدة من وحدات بناء المجتمع؟ والله شي غريب ومشايخ أغرب

وانا قاعد سرحان في هالخبر تخيلت نفسي صرت انا الحاكم المسؤول وأسمع بهالمسخرة وأقرر التالي:
أجيب الخبل اللي رفع الدعوى بالتفريق، وأجيب رؤوس القبيلة اللي ينتمي لها هالخبل واللي أكيد بيكونون زيه مخابيل وبقول لهم التالي: إني لأرى الدماء ترقرق بين العمائم واللحى، ووالله العظيم ثلاثا لو ما تروحوا تسحبوا الدعوى من المحكمة لأجعلكم عبرة لمن يعتبر، وأعطيهم مهلة ثلاث أيام يسحبوا الدعوى اللي ما استندت إلا على العصبية الجاهلية اللي قال عنها الرسول عليه الصلاة والسلام (دعوها فإنها منتنة) وعلى فرض انه الجماعة ركبوا راسهم وقرروا ما يسحبوا الدعوى فسآمر بالتالي:
1. يفصل كل منتمي لتلك القبيلة من وظيفته سواء كانت حكومية أو خاصة
2. اللي يرفع راسه ويقول بس كلمة "بع" راح يطير راسه على طول ياإما راح يختفي خلف الشمس
3. تنقطع الكهرباء والماء والهاتف عن كل القرى والهجر الخاصة بقبيلة الخبلان
4. إعلان مقاطعة رسمية لكل القبيلة وإغلاق سجلاتها الحكومية والتجارية وتجميد أموالها وتحويل الأموال إلى صندوق تزويج الشباب الأعزب
5. إعادة فاطمة (المتضررة من العملية) إلى زوجها منصور وإعطائهم جواز دبلوماسي مع تسفيرهم إلى إحدى الدول العربية مع تغيير اسمائهم للحفاظ على أمنهم والله يسهل لهم أمورهم.
6. مسائلة الشيوخ المهابيل اللي طلعوا الفسوى (قصدي الفتوى) اللي قررت التفريق ومراجعة العلوم الشرعية التي تعلموها يمكن الكتب كانت منتهية صلاحيتها ونتج عنها تعليهم علم "خايس".... وبس

هذي اللي جادت فيه قريحتي لما أصير مسؤول .. وتوتة توتة خلصت الحدوتة

١/٠٤/١٤٢٨

شماتة .. بس في محلها


أخبرني من أثق بصدقه خبرا سيئا ولكن جعلني أقفز من الفرح وأقول: يستاهل.

الخبر كان عن سرقة مجموعة بيوت في حي من أرقى أحياء المدينة، وآخر بيت ينسرق كان بيت مدير عام شرطة المنطقة!! والله قلت في نفسي يستاهل لأنه تعامل الشرطة مع موضوع السرقات يفشل، اذا انسرق بيت الواحد يجون ويحوسون في البيت شوي وآخرتها يقولون له الله يعوض عليك والا يدلونه الحراج ويقولون له اذا لقيت مسروقاتك هناك تعال وعلمنا!! يعني ماشاء الله ايش الفهلوة والنباهة هادي!!

احب اعرف شعور مدير عام الشرطة وايش تصرفه عشان يكافح ظاهرة السرقة ونقول ما كان يحتاج يوصل البلل لدقنك قبل ما تتخذ إجراءاتك، يعني لو شفنا كل يوم جمعة حرامي تنقص ايده كان ما كثرت السرقات لدرجة اننا صرنا نسمع فيها وما نتأثر ونقول: عادي .. عادي

١٢/٢٩/١٤٢٧

حلم


يعلن حاكم البلاد عن تحويل كامل الدخل القومي إلى (بيت مال المسلمين) والذي سيتم الصرف منه على ما يلي:
1. سيكون العلاج الصحي موفرا لكافة أفراد الشعب، مواطنين أو مقيمين، عربا أو أعاجم، مسلمين أو غيرهم، وستصرف بطاقة لكل فرد منهم تؤهله للعلاج المجاني في أي مستشفى أو مستوصف والحصول على الدواء بدون أن يدفع قرشا أحمر، وستدفع الحكومة لهذه الجهات الخاصة بموجب إيصالات تثبت العلاج وصرف الدواء.
2. سيحصل كل متزوج على مبلغ يقدم له كهدية زواج تساعده على مسؤوليات البيت.
3. سيصرف لكل رب عائلة مبلغ عن كل طفل، كهدية من الحكومة لمساعدة العائلات على نفقات المعيشة المتزايدة، وتصرف هذه كزيادة في المرتب الشهري الخاص برب العائلة من قبل جهة عمله وتعوض لاحقا من قبل الحكومة لجهات العمل.
4. كل شخص يتوفى، ستصرف الحكومة مبلغا لعائلته لتساعدهم على أمور المعيشة لحين تدبير أمورهم.

نتيجة هذه القرارات:
1. إغلاق شركات التأمين الصحي والتأمين على الحياة أبوابها وكفاية مص دم البشر.
2. إنخفاض مستويات الجريمة والمشكلات الأخلاقية نتيجة اقبال الشباب على الزواج والاستقرار.
3. ازدياد الرخاء المعيشي للأسر التي كان جل همها البقاء على قيد الحياة بجانب خط الفقر.
4. انخفاض نسبة السرقات في مجتمع أصبح متكافلا ويعرف أنه كما أن للبيت ربا يحميه، فإن للرعية حاكما يرعاها ويحميها.
5. تصبح الدولة أفضل دولة في العالم من ناحية المعيشة وازدياد طلبات الهجرة إليها وربما نعمل يانصيب ونوزع شوية فيز عشان المقهورين من دول الغرب يقدروا يجوا يعيشوا عندنا وياخذوا جرين كارد.
6. تحسين صورة الإسلام في الغرب لأن كل القرارات المتخذة هي قرارات إسلامية بحتة وسبق استخدامها قبل الف وأربعمائة سنة وآتت نتائج خلت العرب على رأس الأمم في العالم.

١٢/٢٦/١٤٢٧

حبيب الملاعين


إذَنْ..
هذا هو النَّغْلُ الذّي
جادَتْ به (صبَحه)

وأَلقَتْ مِن مَظالمِهِ
على وَجْهِ الحِمى ليلاً
تَعذّرَ أن نَرى صُبحَه.

ترامى في نهايَتهِ
على مَرمى بدايتهِ
كضَبْعٍ أَجرَبٍ.. يُؤسي
بقَيحِ لِسانهِ قَيحَهْ!

إذَنْ.. هذا أخو القَعقاعِ
يَستخفي بِقاعِ القاعِ
خَوْفاً مِن صَدَى الصّيَحَهْ!

وَخَوفَ النَّحْر
يَستكفي بِسُكَنى فَتحةٍ كالقَبْرِ
مَذعوراً
وَقد كانَتْ جَماجِمُ أهِلنا صَرحَهْ.

وَمِن أعماقِ فَتحتهِ
يُجَرُّ بزَيفِ لِِِحَيتهِ
لِيدًخُل مُعْجَمَ التّاريخِ.. نَصّاباً
عَلامَةُ جَرٍّهِ الفَتَحهْ!

إذَنْ.. هذا الّذي
صَبَّ الرَّدي مِن فَوقِنا صَبّاً
وَسَمّى نَفسَهُ ربّاً..
يَبولُ بثَوبهِ رُعْباً
وَيمسَحُ نَعْلَ آسِرهِ
بذُلَّةِ شُفْرِ خِنجَرهِ
وَيركَعُ طالباً صَفحَهْ!

وَيَرجو عَدْلَ مَحكمةٍ..
وكانَ تَنَهُدُ المحَزونِ
في قانونهِ: جُنحَهْ!

وَحُكْمُ المَوتِ مقروناً
بِضِحْكِ الَمرءِ لِلمُزحَهْ!

إذَنْ.. هذا هُوَ المغرورُ بالدُّنيا
هَوَى لِلدَّرْكةِ الدُّنيا
ذَليلاً، خاسِئاً، خَطِلاً
يَعافَ الجُبنُ مَرأى جُبنهِ خَجَلاً
وَيَلعَنُ قُبحُهُ قُبحَهْ!

إلهي قَوِّنا.. كَي نَحتوي فَرَحاً
أتي أعتى مِنَ الطُّوفانِ
أقوى مِن أذَى الجيرانِ
أكبرَ مِن صُكوكِ دمائنا المُلقاةِ
في أيدي بَني (القَحّهْ).

عِصابة حاملي الأقدامِ
مَن حَفروا بسُمِّ وسائل الإعدامِ
باسْمِ العُرْبِ والإسلامِ
في قَلبِ الهُدى قُرحَهْ.

وَصاغُوا لَوحةً للمَجدِ في بَغدادْ
بريشةِ رِشوَةِ الجلادْ
وقالوا لِلوَرى: كونوا فِدى اللّوحَهْ!

وَجُودُوا بالدَّمِ الغالي
لكي يَستكمِلَ الجزّارُ
ما لَمْ يستَطعْ سَفحَهْ!

ومُدّوا نَحْرَكُمْ.. حتّى
يُعاوِدَ، إن أتى، ذَبحَهْ!

أيَا أَوغاد..
هل نَبني عَلَيْنا مأتماً
في ساعةِ الميلادْ؟!

وَهَلْ نأسى لِعاهِرةٍ
لأنَّ غَريمها القَوّادْ؟!

وَهلْ نبكي لكَلْبِ الصَّيدِ
إنْ أوْدَى بهِ الصَّيادْ؟!

ذَبَحْنا العُمْرَ كُلَّ العُمرِ
قُرباناً لِطَيحَته..
وَحانَ اليومَ أن نَسمو
لِنَلثَمَ هامَةَ الطيْحَهْ!

وأظمَأْنا مآقينا
بنارِ السجنً والمنفى
لكي نُروي الصّدى من هذه اللمحة.

خُذوا النّغْلَ الذي هِمتُمْ بهِ
مِنّا لكُمْ مِنَحهْ.

خُذوه لِدائِكُمْ صِحّهْ!
أعدُّوا مِنهُ أدويةً
لقطع النسل
أوشمْعاً لكتْم القَولِ
أوحَباً لمنع الأكل
أو شُرباً يُقوّي حدة الذبحه!

شَرَحْنا من مزايا النغْل ما يكفي
فان لم تفهموا منّا
خُذوه.. لتفهموا شَرحَه.

وخلُّونا نَموتُ ببُعْده.. فرحاً
وبالعَبراتِ نقلبُ فوقهُ الصفحهْ.
ونتركُ بعدهُ الصفحات فارغةً
لتكتبنا
وتكتُب نَفْسَها الفَرحهَْ!


...................أحمد مطر

١٢/١٩/١٤٢٧

طلب انتماء .. للنمل


مئتا مليون نملهْ
أكلت في ساعةٍ جثة فيلْ
ولدينا مئتا مليون إنسانٍ
ينامون على قبح المذلهْ
ويفيقون على الصبر الجميلْ
مارسوا الإنشاد جيلا بعد جيل
ثم خاضوا الحربَ
لكنْ..
عجزوا عن قتل نملهْ!
تفقأ العزة عين المستحيلْ
تصنع العزة للنملةِ دولهْ
ويعيث النمل في دولة إنسان ذليلْ!
............... أحمد مطر

١٢/١٧/١٤٢٧

وما من ظالم إلا ويبلى بأظلم


أستغرب من الذين يعتبرون صدام حسين شهيداً!!! وأستغرب ممن أسف على شنقه في صباح عيد الأضحى المبارك على أساس أن هذا الحدث أفرح الأمريكان والشيعة وعليه فيجب أن لا نفرح نحن به، وسألت نفسي لماذا لا يفرحنا مصرع طاغية أذل شعبا بكافة فئاته من سنة وشيعة وأكراد وغيرهم؟ لماذا لا تكون فرحة موحدة بين الجميع عندما يسقط هذا الطاغية؟ ولماذا يحتج بعضهم على اختيار عيد الأضحى للتخلص منه ويقولون أن فيه استخفافا بمشاعر المسلمين؟ كم من عيد مر على عائلات فقدت عزيزا عليها بسبب ظلم وطغيان صدام؟ كم من عائلة قضت عيدها في عزاء وحزن على ما حل بها؟ أفلا يحق للعائلات التي نكبت خلال حكم صدام أن تستمتع بعيدها الأول متيقنة برحيل الطاغية؟ أنا لا أراه إلا جزاء عادلا نال هذا الظالم، صحيح أننا كنا نتمنى أن ينال جزائه على أيدي العرب والمسلمين وليس على يد أعداء الله ولكن هذه سنة الكون، وقديما قال الشاعر:

وما من يد إلا يد الله فوقها .. وما من ظالم إلا ويبلى بأظلم

فصدام كان ظالما وابتلاه الله بأظلم منه، وهذا لا يمنع أن نفرح برحيله وندعو الله عز وجل على من هو أظلم منه بأن يعجل الله في عقوبته أيضا حتى يفرح قلوبنا وقلوب المسلمين جميعا.

١٢/١٦/١٤٢٧

بأحسن منها أو


لدي هنا فكرة وأعرف أنها لن تعجب بعض معارفي وأقربائي، ولكن كل منا مطلوب منه أن يستفتي قلبه ولو أفتاه الناس وأفتوه، وانا قد أخذت هذه الفتوى من قلبي.

انتهت منذ فترة بسيطة إجازة عمت على كل الأديان، فكانت إجازة عيد الميلاد المسيحي، ومن ثم عيد الأضحى المبارك وتخلله رأس السنة الميلادية، وقد سمعنا جميعا الفتاوى التي صدرت بتحريم تهنئة الكفار (أو أهل الكتاب) بأعيادهم ومناسباتهم وأنا بصراحة لم تعجبني هذه الفتوى. أولا لأن الإسلام هو دين المعاملة، ودين حسن الخلق، ودين التعامل العادل مع كل الناس حتى مع اليهود، وقصة حلم وصبر الرسول عليه السلام على جاره اليهودي وعلى الذي استدان منه وطالبه بشكل قاس معروفة لنا جميعا، فعندما يأتي شخص من أهل الكتاب ويهنئني بعيدي ألا يجب علي أن أبادله التحية بمثلها على الأقل وأهنئه بعيده؟

إنني لأجدها من (نقص الأدب) أن لا أبادل شخصا بالتهنئة، فهو إن لم أهنئه سيقول في نفسه: ماهذا الدين القاسي الذي يجعل من صاحبي لا يهنئني بعيدي حتى بعدما هنئته بعيده؟ ولكن عندما أهنئه وأحافظ على معاملتي اللطيفة معه فقد يكون هذا سببا في تغيير الفكرة السيئة التي يجاهد كثير من المسلمين لنشرها عن دين السماحة والعدل والخلق والمساواة.

لقد أمر المسلمون برد التحية عندما كان اليهود يسلمون عليهم بكلمة (السام عليكم) والسام هو الموت، فأمر المسلمون بالرد عليهم بكلمة (وعليكم) فقط! فإن كانوا يقصدون الموت فالموت عليهم أيضا، وإن كانوا يقصدون السلام فالسلام عليهم أيضا، ولم يأت النهي عن عدم الرد بشكل كامل لما فيه من منافاة للحكمة من رد التحية بمثلها أو أحسن منها.

آمل أن لا تكون فتيا قلبي إحدى القضايا التي تفسد الود، وأتمنى للجميع أن يكونوا قد قضوا إجازة ممتعة وكل عام وأنتم جميعا بألف خير