يوميات ساخرة عن جنون حياتنا ومفارقاتها

٧/٢١/١٤٢٨

إخوانكم، خولكم


من منا سمع بحديث الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم حيث روى ابن ماجه في سننه عن المعرور بن سويد قال رأيت أبا ذر الغفاري وعليه حلة , وعلى غلامه حلة , فسألناه عن ذلك ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال له : إخوانكم خولكم جعلهم الله تعالى تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل , وليلبسه مما يلبس , ولا تكلفوهم ما يغلبهم , فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم } .

قصد الرسول صلى الله عليه وسلم بكلمة (إخوانكم، خولكم) أي عبيدكم المستملكين ملك اليمين!! فأمر بمعاملتهم بذلك الآدب الإسلامي الذي لا تجده حاليا حتى في أكثر المجتمعات حرية ومناداة بالمساواة!! فإذا كان العبد كذلك فكيف حالنا مع خدمنا وخادماتنا والذين ليسوا عبيدا مستملكين وإنما أجراء يخدموننا ويساعدوننا على شؤون حياتنا، فللأسف تجد الغالبية العظمى من الناس تعاملهم وكأنهم ليسوا من طينة البشر، فالإهانات الدائمة، والأكل السيء وغالبا من مخلفات أكل الأسرة، والملابس من أرخص المحلات، والزجر والإنتهار والسب واللعن وأحيانا الضرب، ناهيك عن كشف النساء على الخدم من الرجال وكأنهم غير رجال أساساً!! والتضييق عليهم في مكالماتهم ومحادثاتهم لبعض والتنصت عليهم وكبت حرياتهم وغرائزهم بدلا عن التنفيس عنها بالشكل المشروع المقبول في ديننا ودينهم.

أتمنى أن يسمع الناس بحديث أبي ذر رضي الله عنه وأن يعملوا به وأن ينشروه عن دين الإسلام الذي يشوه في كل الوسائل والصور، فأنا متأكد بأن العديد من منصفي الغرب عندما يسمعون تعليمات الرسول عليه السلام عن كيفية معاملتنا لمن يعمل في خدمتنا سيشدهون ويستغربون فوالله لا توجد شريعة ولا قانون أسمح ولا أرحم من ديننا، ولكن عتبنا على من يسمون أنفسهم مسلمين وليس له من ذلك إلا التسمية فقط!!