يوميات ساخرة عن جنون حياتنا ومفارقاتها

٢/١٦/١٤٢٨

خرزة زرقا


عندي سؤال: لماذا لا نسمع أن في الغرب أناسا (أعينهم حارة)؟ يعني طول عمري اشوف افلام اجنبية ولا عمري شفت فلم عن واحد عينه حارة ويصيب الناس بالعين ويخرب بيوتهم ، ولا حتى فلم خيال علمي عن هالموضوع!! سألت نفسي ليش؟ معقول ما يصادفون هالظاهرة؟ يعني يعرفوا انه فيه جن وملائكة ويؤمنوا انه فيه مخلوقات فضائية وجميع انواع الخزعبلات العربية موجود لها نسخة مشابهة عندهم .. الا الحسد والعين!! والله غريبة

انا اظن .. يعني والله أعلم، انه الحسد والعين ظاهرة عربية مية بالمية، متأصلة في جينات العرب، فدائما وبكل بلاد العرب تلقى ناس عيونهم فارغة وما يحبون يشوفون نعمة على احد غيرهم، ول عليه راكب شبح، والرجال راح فيها، ول عليه وظيفته كشخة، ثاني يوم شاتوه، ول عليها ولدها حلو، بعد كم يوم جاته حمى والله يرحمه، ول ول ول ول .. يعني الرسول صلى الله عليه وسلم لو ما يعرف انه فينا هالطبع الخايس كان ما أمرنا نقول ماشاء الله تبارك الله، يعني العلة فينا ومو موجود في غيرنا ليش؟ يعني هم طينة غير طينتنا؟ والا يمكن هم يعرفوا انه لو فلان راكب شبح يعني عنده فلوس ويقدر يشتريها، ولو فلان وظيفته ممتازة يعني عنده اما واسطة أو علم واستحق هالوظيفة، واللي ولده حلو أكيد هو حلو وزوجته حلوة، يعني ينظرون للأشياء نظرة تجردية بدون ربطها بالـ (أنا) اللي تعودنا عليها في بلادنا العربية.

والله اتمنى اشوف يوم الغرب يتكلم فيه عن ظاهرة العين الحارة حتى اعرف انه نقلنالهم مساوئنا مثل ما نقلوا لنا مساوئهم!! وعيني على الجميع باردة.

٢/١٤/١٤٢٨

الوباء الجديد


مع كافة الجهود الأمنية والعقوبات التي من المفروض أن تكون رادعة، ولكن الوباء الجديد باتت قرونه تنمو يوما بعد يوم، والله يستر
أتكلم اليوم عن ظاهرة (قطع الإشارة الحمراء) .. في الماضي كانت الظاهرة محدودة في الشباب الطائش الصغير في العمر والذي يرى أنه يدخل في مصاف الرجولة عندما يخالف الأوامر، كالتدخين مثلا .. فكان قطع الإشارة قليلا وعندما تراه لا تجد أنه يخلو من ظاهرة (استعراض بزران) أما الآن فالوضع مختلف.
افترض أن الجميع سمع أن غرامة قطع الإشارة الحمراء أصبح مضاعفا ولا هوادة أو مسامحة فيه، وسمعت أن هناك فترة من السجن في (النظارة) وأنها أيضا لا مسامحة ولا وساطة فيها .. ولكن ما استغربه أن الجميع الآن أصبح يقطع الإشارة الحمراء
تمش في الشوارع وفي أي وقت تريده، ستجد في كل إشارة بدون استثناء، حادثة قطع للإشارة الحمراء، ستجد كبير السن، والمتدين ذو اللحية الطويلة، والشاب، والهندي، والبنغالي سائق الديانا، وسائق الليموزين، والشاب بالسيارة الفاخرة ونظيره بالسيارة (الأكسنت) .. الكل يقطع الإشارة الحمراء ولا يبالي وبدون رقيب أو حسيب.
أين الرقيب والحسيب؟ تكلمنا عن غياب قوى الشرطة في مكافحة السرقات والتي ازدادة بشكل مخيف في الآونة الأخيرة، فإذا كانوا لا يلاحقون السارقين، ولا ينتبهون إلى قاطعي الإشارة ومخالفي قوانين المرور، فأين هم؟لقد سمعت كلام الناس عن مؤامرة لتشويه عهد خادم الحرمين الشريفين وذلك بالتساهل أو التغاضي عن المشكلات الداخلية التي ستبدأ بالتفاقم وسيبدأ الناس بالضجيج قريبا .. ومن المستفيد من هذه المؤامرة؟ الله أعلم.