يوميات ساخرة عن جنون حياتنا ومفارقاتها

٢/٠٣/١٤٢٩

غصبا عنك.. أنا آسف!!


زمن غريب .. أصبح فيه الاستئذان بالإكراه .. والاعتذار بالإكراه

سأضرب مثلا .. وأنا متأكد أنه قد مر عليك يا عزيزي القارئ .. ومرات لا تعد ولا تحصى!!

الاعتذار بالإكراه .. عندما يقوم سائق أرعن ب(السقوط) عليك وانت في مسارك في محاولة منه للاستذكاء على جميع السائقين .. وعندما يفعل حركته القبيحة فبعضهم يدفعه (الذوق) إلى أن يرفع يده لك بحركة يوهمك أنه يعتذر لك عن فعلته .. فإذا كنت في مزاج سوداوي وتضايقت منه وقمت لا سمح الله بالضغط المستمر على منبه سيارتك لإبداء امتعاضك وتضايقك فإنه يفور من الغضب ويسب ويشتم وقد تصل إلى العراك بالأيدي لأنه من وجهة نظره (اعتذر لك) ويمضي يقول (ياخي اعتذرنا لك) وهو بحركة يده الأولى يتوقع أن يمر أي فعل سخيف منه مر الكرام لمجرد أنه رفع يده إلى الأعلى قليلا!!

أما الاستئذان بالإكراه .. فهو عندما تكون مع غيرك بانتظار الإشارة الحمراء لتتحول إلى الخضراء حتى يمضي كل إلى سبيله .. وتجد شخصا قد أتى للتو إلى سيارته المتوقفة على اليمين .. ويشغلها .. يضيء اشارة اليسار وينزل نافذته ويحاول أن يعبر قبلك!! أنت الذي صبرت وصبرت حتى وصلت لهذه النقطة يتوقع هو أنه باستئذانه يستحق أن يمر قبلك!! والمصيبة لو لم تستمع له أو حاولت أن تتجاهل استئذانه فعندها يفور من الغضب ويرغي ويزبد ويسب هذا الزمان الخالي من الذوق الذي جعل (أشباهك) يتجاهلون الذوق العام بعدم جعله يعبر قبلك!!

عجايب يا زمن .. عجايب!!