يوميات ساخرة عن جنون حياتنا ومفارقاتها

٢/٠٣/١٤٢٩

ليش احنا مخفّات؟


مخفّات جمع مخفّة وهو الشخص الذي يضحك عليه بسهولة .. قال الأصمعي .. المخفّه هو درجة متقدمة من البله والعبط!!

اقرأوا معي هذا الخبر الصحفي: قنوات فضائية توقف برامجها لمساندة المشاركين في شاعر المليون

الصورة المرفقة مع الخبر هي صورة من إحدى هذه القنوات (تستجدي) المشاهدين من القبائل التي يشارك بعض أفرادها لمسابقة شاعر المليون أن يتركوا كل شيء ويساهموا في دعم (شاعرهم) حتى يفوز على غيره!! وهذا الدعم طبعا هو بالتصويت وإرسال رسائل الجوال التي تعود على منظمي المسابقة بالملايين .. وتعود على المشاهدين بالخسران المبين .. ورزق الهبل على المجانين!!

غصبا عنك.. أنا آسف!!


زمن غريب .. أصبح فيه الاستئذان بالإكراه .. والاعتذار بالإكراه

سأضرب مثلا .. وأنا متأكد أنه قد مر عليك يا عزيزي القارئ .. ومرات لا تعد ولا تحصى!!

الاعتذار بالإكراه .. عندما يقوم سائق أرعن ب(السقوط) عليك وانت في مسارك في محاولة منه للاستذكاء على جميع السائقين .. وعندما يفعل حركته القبيحة فبعضهم يدفعه (الذوق) إلى أن يرفع يده لك بحركة يوهمك أنه يعتذر لك عن فعلته .. فإذا كنت في مزاج سوداوي وتضايقت منه وقمت لا سمح الله بالضغط المستمر على منبه سيارتك لإبداء امتعاضك وتضايقك فإنه يفور من الغضب ويسب ويشتم وقد تصل إلى العراك بالأيدي لأنه من وجهة نظره (اعتذر لك) ويمضي يقول (ياخي اعتذرنا لك) وهو بحركة يده الأولى يتوقع أن يمر أي فعل سخيف منه مر الكرام لمجرد أنه رفع يده إلى الأعلى قليلا!!

أما الاستئذان بالإكراه .. فهو عندما تكون مع غيرك بانتظار الإشارة الحمراء لتتحول إلى الخضراء حتى يمضي كل إلى سبيله .. وتجد شخصا قد أتى للتو إلى سيارته المتوقفة على اليمين .. ويشغلها .. يضيء اشارة اليسار وينزل نافذته ويحاول أن يعبر قبلك!! أنت الذي صبرت وصبرت حتى وصلت لهذه النقطة يتوقع هو أنه باستئذانه يستحق أن يمر قبلك!! والمصيبة لو لم تستمع له أو حاولت أن تتجاهل استئذانه فعندها يفور من الغضب ويرغي ويزبد ويسب هذا الزمان الخالي من الذوق الذي جعل (أشباهك) يتجاهلون الذوق العام بعدم جعله يعبر قبلك!!

عجايب يا زمن .. عجايب!!

حرّك روحك!!


Cars moves the body, Motorbikes moves the soul!

سمعت هذه الجملة من أحد راكبي الدراجات النارية الأجانب .. وأبصم على صحتها والشاهد .. خبرة شخصية!!

عندي دراجة نارية من قبيلة (كوازاكي فولكان 900) وهي لغير الخبراء شبيهة بدراجات هارلي ديفيدسون الشهيرة .. فهي من الأنواع المخصصة (للتمشية) وليس (للسرعة الجنونية وحركات التهور) التي نراها كثيرا في هذه الأيام.

عندما أريد أن أنسى همومي.. أقوم بجولة على دراجتي العزيزة والحبيبة .. أقول أنها عزيزة لأنه يعز علي فراقها (وقد حاولت وفشلت ولله الحمد) ... وحبيبة لأن ركوبها له متعة خاصة .. ولا يعرف الشوق إلا من يكابده .. ولا الدراجة النارية إلا من يجاريها!

عندما تقود دراجتك النارية في المنطقة الشرقية .. ستفاجأ بأن حاسة الشم لديك لاتزال على أفضل ما يرام .. لأنك تشم باستمرار خلائط عجيبة من الروائح الجميلة مثل عبير الزهور وندى الصباح ويود البحر والنجيل المروي حديثا .. وبعض الروائح التي تجعلك تحس بالجوع مثل أن تشم مختلف أنواع المشاوي بدءا من الهمبرجر والكباب والشيش طاووق والريش .. وأكاد أجزم أنني أستطيع تمييز ما إذا كان (طعم) المشاوي جيدا من عدمه بمجرد استنشاق راحته .. نعم لقد أصبحت خبيرا!!
أيضا تمر على حاسة الشم لدينا نحن الدراجون روائح أخرى عجيبة وغريبة .. فتشم رائحة عوادم الباصات والسيارات الثقيلة .. وتشم رائحة سيارات البلدية .. وتشم رائحة السماد الطازج في الحدائق العامة .. وتشم وتشم وتشم .. وتحمد الله على أنك تستطيع المضي بسرعة تجعل الرائحة تختفي بالسرعة التي تستطيع فيها الضغط على مزود الوقود.

إنها متعة لا تضاهيها متعة .. وحركة للروح لا تضاهيها حركة .. سقى الله ثراك يا هارلي بن الديفدسون .. وجزاك الله خيرا يا كاوازاكي سان!!