يوميات ساخرة عن جنون حياتنا ومفارقاتها

٥/٠١/١٤٢٥

نسيبك من ناجاك بالود



قالوا:

- أرني من تصاحب، أقل لك من أنت.

هل فكرت يوما في أصحابك وأصدقائك؟ وعن الفائدة التي تعود عليك (دنيا وآخرة) من صحبتهم؟
هل تتناقش معهم في أمور مفيدة وبعيدة عن الضحالة في التفكير؟
هل تتذاكر معهم آخر الكتب وأحدث الأفكار التي تستجد في عالمنا المجنون؟
هل يساعدونك لتبقي ذهنك متوقدا؟ أم هم وسيلة لإطفاء هذا الذهن؟
فكر لنصف دقيقة، ثم اكتب على ورقة بيضاء، المواضيع التي غالبا ما تتناقش فيها مع أصدقاءك غير المواضيع المتكررة مثل الاطمئنان على الصحة والأهل والعمل؟
...
...
هل لديك أصدقاء مفيدون؟ أم طفيليات ضارة؟ المعذرة إذا كان المصطلح الثاني ثقيلا على أسماعكم، ولكنني متأكد من أن لكل واحد منكم نصيبا من الرفقة التي يمكن أن توصف بهذا الوصف.

إعرف نفسك، بمعرفتك وتقييمك لمن حولك، لرفقائك الخلّص، وأصحابك الدائمين .. قيّمهم وستعرف تقييمك لنفسك .. وتذكر أن الخِلّ الوفيّ من مستحيلات هذه الدنيا .. فما مقدار وفاء خلاّنك؟
...
"ذهب الذين يعاش في أكنافهم..وبقيت في خلفٍ كجلد الأجرب"

٤/٢١/١٤٢٥

بوابة المغادرين



يتميز الشاعر أحمد مطر بتجدد أشعاره، فهما مر عليها الزمان فإنها تظل جديدة عندما تقرأها وكأنها قالها البارحة ..

بعد جولة صباحية في العناوين الإخبارية التعسة لعالمنا المنكود .. تذكرت قصيدة قالها منذ زمن يقارب العشر سنوات .. وبدت لي كأن شياطين الشعر أوحت له بها بعد جولة صحفية مثل التي قمت بها .. حيث لا تجد إلا أخبار القتل والدمار وإشاعة الخراب في كل مكان .. استمتعوا معي بقصيدة: بوابة المغادرين:

مَلَكٌ كان على باب السما
يختم أوراق الوفودِ الزائره
طالبا من كل آتٍ نبذةً مختصره
عن أراضيه ، وعمن أحضره
- قال آت: أنا من تلك الكره
كنت في طائرة منذ قليل
غير أني
قبل أن يَطرُفَ جفني جئتُ محمولا هنا
فوق شظايا الطائره
- قال آت: أنا من تلك الكره
منذ ساعات ركبت البحر
لكن جئت محمولا على متن حريق الباخره
- قال آت: أنا من تلك الكره
وأنا لم أركب الجو أو البحر
ولا أملك سعر التذكره
كنت في وسط نقاش أخوي في بلدي
غير أني جئت محمولا على متن رصاص المجزره
- قال آت: أنا من تلك الكره
كنت من قبل دقيقة أتمشى في الحديقة
أعجبتني وردة
حاولت ان أقطفها، فاقتطفتني
وعلى باب السماوات رمتني
لم أكن أعلم أن الوردة الفيحاء في أوطاننا
تغدو عبوة منفجره
- أنا من تلك الكره..
... في انقلاب عسكري
- أنا من تلك..
... اجتياحٌ أجنبي
- أنا من..
... أعمالُ عنفٍ في كراتشي
- أنا..
... حربٌ دائره
... ثورةٌ شعبيةٌ في القاهره
... عبوةٌ ناسفةٌ
... طلقةُ قناصٍ
... كمينٌ
... طعنةٌ في الظهرِ
... ثأرٌ
... هزةٌ أرضيةٌ في أنقره
أنا....
من...
تلك..
الـ.
...كره..
...
الملاك اهتزَّ مذهولاً وألقى دفتره:
أأنا أجلس بالمقلوبِ أم أني فقدتُ الذاكره؟
أسأل الله الرضا والمغفره
إن تكن تلكَ هيَ الدنيا...
فأينَ الآخره؟؟؟؟
................................. أحمد مطر