يوميات ساخرة عن جنون حياتنا ومفارقاتها

١٢/١٦/١٤٢٧

بأحسن منها أو


لدي هنا فكرة وأعرف أنها لن تعجب بعض معارفي وأقربائي، ولكن كل منا مطلوب منه أن يستفتي قلبه ولو أفتاه الناس وأفتوه، وانا قد أخذت هذه الفتوى من قلبي.

انتهت منذ فترة بسيطة إجازة عمت على كل الأديان، فكانت إجازة عيد الميلاد المسيحي، ومن ثم عيد الأضحى المبارك وتخلله رأس السنة الميلادية، وقد سمعنا جميعا الفتاوى التي صدرت بتحريم تهنئة الكفار (أو أهل الكتاب) بأعيادهم ومناسباتهم وأنا بصراحة لم تعجبني هذه الفتوى. أولا لأن الإسلام هو دين المعاملة، ودين حسن الخلق، ودين التعامل العادل مع كل الناس حتى مع اليهود، وقصة حلم وصبر الرسول عليه السلام على جاره اليهودي وعلى الذي استدان منه وطالبه بشكل قاس معروفة لنا جميعا، فعندما يأتي شخص من أهل الكتاب ويهنئني بعيدي ألا يجب علي أن أبادله التحية بمثلها على الأقل وأهنئه بعيده؟

إنني لأجدها من (نقص الأدب) أن لا أبادل شخصا بالتهنئة، فهو إن لم أهنئه سيقول في نفسه: ماهذا الدين القاسي الذي يجعل من صاحبي لا يهنئني بعيدي حتى بعدما هنئته بعيده؟ ولكن عندما أهنئه وأحافظ على معاملتي اللطيفة معه فقد يكون هذا سببا في تغيير الفكرة السيئة التي يجاهد كثير من المسلمين لنشرها عن دين السماحة والعدل والخلق والمساواة.

لقد أمر المسلمون برد التحية عندما كان اليهود يسلمون عليهم بكلمة (السام عليكم) والسام هو الموت، فأمر المسلمون بالرد عليهم بكلمة (وعليكم) فقط! فإن كانوا يقصدون الموت فالموت عليهم أيضا، وإن كانوا يقصدون السلام فالسلام عليهم أيضا، ولم يأت النهي عن عدم الرد بشكل كامل لما فيه من منافاة للحكمة من رد التحية بمثلها أو أحسن منها.

آمل أن لا تكون فتيا قلبي إحدى القضايا التي تفسد الود، وأتمنى للجميع أن يكونوا قد قضوا إجازة ممتعة وكل عام وأنتم جميعا بألف خير

3 Comments:

Anonymous غير معرف said...

كتاباتك تأثر في جدا
كما اني اجد انك تتمتع بروح الدعابة..
لديك اشتراك في عقلي..ارجوا ان تستلم مطبوعتك منه
http://escarboucle.blogspot.com/2007/01/blog-post_14.html

٩:٣٦ م

 
Anonymous غير معرف said...

هذه توجيهات المصطفى عليه الصلاه والسلام ، لكن ماذا تقول في حل زواج المسلم من الكتابية وتحريم زواج الكتابي من المسلمة ؟
انا عندي لك سؤالان: لماذا دائما نهتم بمايقوله الغربي والأمريكي بالذات من دون سواه من شعوب العالم ونجعل هذا الهم شغلنا الشاغل ؟

لو صادف تاريخ عيد الأضحى احد اعياد الهندوس فهل تهنئ زميلك الهندي في العمل بعيده مثل ماهنأك بعيدك ؟

شكرا...
عبدالرحمن

٩:٣٠ ص

 
Blogger | M r . N L P | said...

باختصار.. سوف أهنئه إذا بدأ بتهنأتي بعيدي .. وإذا كان معتدلا غير متطرف لا يبدي الكراهية لديني .. فتهنئتي له تندرج (من وجهة نظري) ضمن تأليف قلبه وإعطائه نموذجا حسنا للإسلام.

١٠:٠١ ص

 

إرسال تعليق

<< Home