يوميات ساخرة عن جنون حياتنا ومفارقاتها

٦/٢١/١٤٢٦

جنون الألقاب ..


أعرف شخصا، عندما يتصل بالهاتف بأي أحد، ويسأل عن شخصيته، يرد: (انا الأستاذ فلان) .. قد يبدو الأمر مضحكا ولكنه حقيقي، وهو حتى لو كان يتناسى (أغلب الأحيان) ألقاب الآخرين .. فيسأل عن (فلان) باسمه الأول وهذا الـ (فلان) في عمر أبيه .. لكنه لا يغفر لأحد أن يناديه باسمه المجرد .. فلا بد من (الأستاذ) أو (المهندس) أو غيرها .. وقد لا يكون قد حصل على الرتبة العلمية المصاحبة لمثل ذلك اللقب .. ولكنها على الأغلب عقدة النقص .. لطالما كنت مؤمنا بالحكمة القائلة:
Intelligence is like a river, the deeper it goes, the less noise it makes
وترجمتها:
الذكاء مثل النهر، كلما زاد عمقه، كلما خف ضجيجه.
فالذي يثق بنفسه وبقدراته لا يحتاج إلى ألقاب، حتى ولو حاز على كل الشهادات العلمية التي تؤكد أهليته للقب، فيصبح الناس ينادونه باللقب ويحترمونه لعلمه وخلقه وتواضعه .. ومن يحرص على اللقب فتجده (على الأغلب) غير مستحق للقبه وعقدة النقص لديه تصر على إعلام الجميع بما ليس فيه .. فكما قلت سابقا .. (متى يخف ضجيجنا؟) .. متى نصبح أمة عمل لا قول؟ متى نكف عن كوننا (غثاء كغثاء السيل؟) .. الله وحده أعلم.
.

٦/١٩/١٤٢٦

كتبت لك من جديد


السادة/ إدارة الاشتراكات بجريدة ****** المحترمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد...

لقد كنت أرغب عندما اشتركت في جريدتكم أن تكون مثيلة لما كنت أعهدها عليه في النسخة الدولية، حيث كنت استمتع بالتحليلات السياسية والأدبية وصفحات الجريدة بأكملها، ولكن يؤسفني أن أوضح أسفي الشديد للمستوى الشديد السوء الذي أرى عليه الجريدة يوما بعد يوم، فأنا أحد المواطنين العرب الذي عاشوا وتربوا وعملوا في المملكة العربية السعودية بدون أن أحصل على جنسيتها، ويؤسفني أن أرى وأسمع مذمتي (كوافد) على لسان محرري الجريدة في كل عدد، حيث يقومون بتعليق الغسيل القذر لكل مصائب المملكة على مشجب الوافدين، متناسين أن الإجرام أو الأفعال الشائنة لا تعرف الجنسيات أو الحدود، فيتصور أحدنا بعد قراءة الجريدة أن (الوافدين) هم سبب البلاء وكأنهم هم أساس التخلف والمصائب وكل شرور الدنيا وكأن المملكة بدونهم ستكون مليئة بالحب والتسامح بشكل يحسدها عليه أفلاطون نفسه.

إن هذا التعصب الأعمى وانعدام البصيرة في الرؤية والتحليل تجعلني أصاب بالغثيان في كل مرة أتصفح فيها جريدتكم وأصبت بالندم الشديد على اشتراكي بها وعليه فقد اتخذت قراري بإرسال هذا الاستنكار الشديد للإدارة وطلبي بإنهاء اشتراكي ومسامحتكم بقيمة ما تبقى من الاشتراك حيث أنه لا يشرفني أبدا أن أكون مشتركا في مطبوعة تسمعني مذمتي يوميا وأدفع لها مقابل ذلك، فوالله إن ذلك من علامات الذل الذي لا أرضى به ولا يرضى به صاحب عزة نفس أو كرامة.

أتمنى أن نرى يوما نترفع فيه عن إقليميتنا البغيضة ونتذكر أننا جميعا (لآدم وآدم من تراب) وأن (أكرمنا عند الله أتقانا) ونلف دسائس الاستعمار وتقسيماته لنا بأقذر ورق ونضربه في وجهه حتى يحين أوان احترامنا لذاتنا واتحادنا في وجه كل قوى الأرض التي اتحدت في وجهنا ونحن لا نزال نفتش عن القذى في أعين إخواننا ونتجاهل ما هو أكبر على جباهنا وداخل قلوبنا.


المشــــترك ســــابقـــــــا
فلان بن علان