الإنسانية الهشة

خبر: موظف بسيط، باكستاني الجنسية، يتعرض لاعتداء جسدي وسرقة عند مروره في أحد الشوارع المظلمة في مدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية، وفي نفس الليلة، زميله في العمل يتعرض لسرقة سيارته بكسر قفل بابها ومحاولة سرقة مسجلها والذي يعتبر من الأنواع الرخيصة!!! يالها من ليلة!

لفت نظري في أحد الأفلام الغربية التي شاهدتها قبل أيام، مقطع قريب جدا من عالم الواقع.. كان هناك مباراة في الملاكمة في أحد الصالات الكبرى في مدينة لاس فيجاس الأمريكية، وانقطع التيار الكهربائي بسبب خلل ما لمدة لم تتجاوز الثلاثين ثانية.. فماذا حدث في هذه الثواني؟ امتلأت المدينة بالفوضى .. المراهنون في صالات القمار يسرقون ما تطوله أيديهم، الغاضبون يحطمون ما يستطيعون .. مباراة الملاكمة تحولت إلى مباراة في كسر القوانين والضربات الغير مشروعة وانتقلت العدوى للجماهير التي داست على بعضها البعض .. نموذج بغيض للفوضى التي لا يمكن أن نتخيلها وكل ذلك لأن الظلام عم لفترة وجيزة.

أنظر إلى العراق .. غابت السلطة فغرق في مستنقع الفتن والفوضى العارمة .. سرقات في كل مكان .. قتل واغتيال واغتصاب وكل ما يخطر ولا يخطر على البال .. لأن الرقيب والحسيب قد غاب عن الناس .. أين الإنسانية؟ هل تقاس الإنسانية بوجود الرقيب والشرائع العقابية أم بغيابها؟ لا أظن أن هناك فارقا بين الإنسان والحيوان في حال كان الإنسان إنسانا فقط لخوفه من العقاب والمسائلة!! وفي حال غاب العقاب أو غابت المسائلة .. تسيطر علينا شريعة الغاب .. ونصبح للحيوانات أقرب.

الإنسانية قائمة فوق زجاج هش .. نرجو من الله أن يقينا كسره .. وأن يديم علينا الأمن والأمان.