يوميات ساخرة عن جنون حياتنا ومفارقاتها

٤/٠٤/١٤٢٥

دنيا حظوظ



يروي لي أحد الزملاء في الشركة، -وهو مثلي من ذوي الحظوظ السيئة في دنيا المسابقات والجوائز- عن معاناته مع هذا الحظ السيئ، وعن مشاركته مئات المرات في مختلف أنواع المسابقات التي تجريها المعارض والمهرجانات وحتى محطات الوقود ولم يحالفه الحظ ولا في أي منها بأي جائزة مهما كانت تافهة!! وفي معرض حديثنا المشترك عن هذه اللعنة الفرعونية المتأصلة على ما يبدو فيه وفيني، فقد ذكر لي قصة أرويها لكم باختصار...

رزق صديق له بمولود، وأسماه (جبريل) .. وفي نفس الليلة التي ولد فيها جبريل .. اشترك الأب بمسابقة في إحدى المجمعات التجارية بقسيمة كتب عليها اسم مولوده الجديد .. وكانت النتيجة أن فاز الأب بالجائزة الكبرى وهي عبارة عن سيارة!!!

هل كان هذا الحظ هو حظ الأب أم حظ المولود الجديد الذي قدم لهذه الدنيا بحظ وافر على ما يبدو؟ وما تفسير هذا التباين الشديد بين الحظوظ؟ لقد سمعت وآمنت بالحديث القدسي الذي لا أعلم مدى صحته ولكني آمنت بمدى صدقه وانطباقه على الحياة .. يقول الحديث القدسي: (إن من عبادي من لو أغنيته لأضرّ به ذلك، وإن من عبادي من لو أفقرته لأضرّ به ذلك) وأظن نفسي من الصنف الأول!! فلماذا يعاندني الحظ والقدر في معظم الأحيان دون سبب ظاهر؟ ولماذا يأتي الحظ لمن لم يسع له ولا يحتاجه أحيانا ويفر من محتاجيه فراره من الأسد؟ الله وحده أعلم.

آه .. دنيا .. حظوظ!!