يوميات ساخرة عن جنون حياتنا ومفارقاتها

٣/٢٣/١٤٢٥

في عيون العجائب



أليس من العجيب أنه في زمن الحرية وحقوق الإنسان، تكون الكلمة هي أكثر مسببات المصائب لقائلها؟ أليس من العجيب أن يحاسب الإنسان على كلمة قالها أو رأي أبداه أو حتى تعاطف كلامي مع أناس يعتبرون مخطئين في وجهة نظر بعض البشر؟ أليس من العجيب أن يحاسب الناس على ما يقولونه بشكل مماثل على محاسبتهم على ما يفعلونه؟ أسأل الله أن لا يتم اختراع جهاز يترجم الأفكار والعواطف حتى لا نرى يوما نحاسب فيه حتى على تعاطفنا مع المظلومين والمسحوقين.

أليس من العجيب أن يصل العدل على مركبة الظلم والعسف؟ أليس من العجيب أن توصف الحرية بأنها القدرة على تقييد وتكميم البشر؟ أليس من العجيب وصفنا بالخروج والمروق والإرهاب لكل من يخالفنا الرأي؟

أليس من العجيب سعينا لإرضاء كل الناس مع استحالة ذلك تماما؟ أليس من العجيب تحول الدين الذي يأمر بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وبحفظ الأنفس والأموال وكل أشكال الحياة إلى دين الإرهاب والعنف والقتل وإراقة الدماء؟

كأني بزماننا يتمثل قول أبي الطيب:
إليّ لعمري قصد كل عجيبة .. كأني عجيب في عيون العجائب

عجبي!!!