يوميات ساخرة عن جنون حياتنا ومفارقاتها

٣/٢٢/١٤٢٥

صراع الديكة



أسعد الله أوقاتك يا من تقرأ هذه السطور .. قد تكون تعرفني وأعرفك وقد لا تكون .. ولكن من المؤكد أن وجودك هنا وقراءتك هذه السطور يعني أحد أمرين ..إما كونك أحد القلائل الذين يعرفون عن هذه الصفحة .. أو أنك غريب تسوح في أرض (الانترنت) الواسعة .. وفي حال كنت أيا من هؤلاء فمرحبا بك.

أبدأ يومي كل صباح بتصفح بعض المواقع الإخبارية على شبكة الانترنت .. حيث نادرا ما أشتري الصحف لأنني أرى أنها لا تساوي ما أدفعه فيها .. فهي تصيبني بالهم والغم والنكد وبالغثيان أحيانا .. فلم أفضل أن أبتاع هذه المصائب بالمال !!

يلفت نظري في ما أقرأه يوميا .. المشاكسات والمناكسات التي قد تصل إلى حروب بويلات وكلمات تناطح كلمات .. أناس يحبون أن يثيروا المشكلات سواء كانوا ليبراليين يشاكسون إسلاميين .. أو متحررين يتعاركون مع متشددين .. أو جنس لطيف يحارب كي لا يوصف باللطف وكي يحظى بكافة حقوقه التي كفلها لها دستور حمورابي .. أجد أناسا لا هم لهم إلا الكتابة في الأمور المشكلة والتي لم يتفق عليها اثنان في الدنيا وذلك لكي تنشأ مشكلة من كتاباتهم ويصلوا لغاية في أنفسهم لا يعلمها حتى يعقوب!! أتسائل في كل مرة أقرأ مثل هذه المواضيع .. ألن يكبر هؤلاء الناس أبدا؟ ألن يعرفوا أن السكوت من ذهب وأن أوضاع أمتنا تحتم عليها أن نتفق ونكتفي من الخلافات التي مزقتنا بدءا من نهاية الخلافة الراشدة وحتى عصرنا هذا؟ ما الذي يجنيه هؤلاء من خلافاتهم مع أضدادهم؟ وماالفائدة التي أجنيها من كتابتي إذا لم تحسب لي ولكن علي يوم وقوفي أمام الله؟

متى نرى وعيا ثقافيا يسمو فوق الرغبة في الشهرة أو إثبات الذات حتى لو كانت الشهرة أو الذات مزيفتين .. متى يكف من يدعون الكتابة عن حروبهم الكلامية وفقاعاتهم اللفظية التي لا تلبث أن تتلاشى .. دائما كنت أؤمن بالمثل الأجنبي الجميل الذي تقول ترجمته:

الذكاء مثل النهر ..
كلما ازداد عمقه ..
كلما خف ضجيجه.

فمتى يخف ضجيجنا؟