يوميات ساخرة عن جنون حياتنا ومفارقاتها

٣/٢٣/١٤٢٥

زراعة البغضاء



أعجبني الوصف الذي أطلقه محرر نادي الجاحظ في أحد المجلات العربية على أمريكا باسم (الويلات المتحدة) فهذا الوصف ينطبق عليها بشكل لا يدع مجالا للشك أو الجدال .. فلم يحصل العالم من وراء الويلات المتحدة ومن يقف ورائها من يهود العالم إلا الخراب والدمار .. إنهم يزرعون الحقد والكراهية في نفوس العالم أجمعين بتبجحهم وبعدهم عن العدل وكيلهم بمكاييل متعددة وحرصهم أولا وأخيرا على مصالحهم حتى ولو رأوا العالم ينحدر نحو الهاوية .. فكل همهم مصالحهم .. وكل همنا إرضائهم ومهادنتهم .. ولو قرأنا وفهمنا قول الله تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) لعلمنا أن كل جهودنا لإرضائهم ستذهب أدراج الرياح لأنهم لا يعرفون إلا مصالحهم .. إن ما يقومون به في كل أنحاء العالم سيودي بالحضارة والعدل والإنسانية إلى أسفل سافلين .. وإن لم يتنبه العالم الغربي قبل العربي إلى خطورة وجنون هذا المارد الذي أخرجه النظام الصهيوني من قمقمه إلى الوجود ليركب على ظهره ويقود العالم إلى الخراب .. أقول إن لم نتنبه إلى هذا الخطر فسوف نرى أحوالا أسوأ بكثير مما نراه الآن .. فيكفينا أن شريعة الغاب هي التي تسود الآن .. وأن البقاء للأقوى لا للأصلح .. وأن العدل هو صفة نطلقها على كل ما يصنعه القوي .. والظلم هو كل ما يصنعه الضعيف .. ويكفينا أن الموازين انقلبت وأن مقاومة الاستعمار والاحتلال صارت إرهابا .. وكره من يظلمنا أصبح ممنوعا .. بل يجب علينا أن نقبل اليد التي تصفعنا .. وندير لها الخد الآخر .. ونشجع الاحتلال لأنه طريقنا للحرية .. ونحب كل من يظلمنا لأنه أدرى بصالحنا منا .. وننسا ديننا لأنه يحرضنا على الإرهاب .. ونتحرر من كل المثل والأخلاق لأنها قيود بالية لا تحتملها الحرية الحمراء .. والكثير الكثير من المتطلبات التي إن لم تقلها الويلات المتحدة صراحة .. فهي تقولها ضمنا .. وإن لم تصرح بها بلسان المقال فهي واضحة بلسان الحال .. ولم يبق لنا إلا قليل من الزمن حتى يصبح القابض على دينه كالقابض على جمر .. ويفضل أحدنا أن يعض على جذع شجرة حتى يتوفاه الله بدل أن يطالع أحوال الإنسانية التي صارت الحيوانية أجمل منها وأكثر تحضرا وعدلا. وياظالم لك يوم.